كنا صغاراً نتألم كلما رأينا الفراشات تسعى إلى النار فتلقى هلاكها...ونتعجبُ من سعى الفراشات إلى النار بتلك السذاجه...لم نكن نعلمُ أنها تسعى إلى النار بحثاً عن النور...ولكنها الحياةَ كعادتها تنصُب لنا شراكها خلف أحلامنا لتوقع بنا...فنسعى مُنقادين خلف بريقِ الحُلم طمعاً فى الوصول ..فيُعمينا البريقُ عن الشراك..إلى أن نلقى مصيرنا المحتوم..مثلنا مثل الفراشات تماما...كُنا نتعجبُ من سذاجة الفراشات..وعدم قدرتها على إدراك الحقيقه...ولم نكن ندرى أننا أكثر سذاجه من الفراشات...وأقل منها فى إدراكنا للحقيقه...فنظلُ نسعى خلف أحلامنا فى بلوغ الكمال المطلق إلى ان نسقط فى شراك الحياه...غير أننا لو عاد بنا الزمانُ إلى الوراء لاخترنا المجازفه مرةً أخرى فى محاوله لتحقيق ما فشل فيه الآخرون..فللأحلامِ بريقٌ لا يقوى على التخلف عن السعى خلفهُ إنسان..مهما كانت قناعاتهُ ومهما بلغ إدراكه بحقيقة الحياه..لتتسلى بنا الحياةُ واحداً تلو الأخر..فتخبرنا على الخضوعِ والتسليمِ لإرادة الحياةِ فى نهاية المطاف..رغم محاولاتنا المستميته للإفلات من براثنها
No comments:
Post a Comment