كنتُ فى الطريقِ إلى بيتى عند منتصف الليلِ تقريباً ...حينَ بدأت الأمطارُ فى الهطول..والأضواءُ الخافته تنعكسُ على أوراق الشجر المبلل فتبدو كمرآةٍ راقصةٍ كلما تمايل الشجرُ مع النسيم...وقبل ان أبدأ فى طقوسى الخاصه عند عودتى إلى البيتِ ترامى إلى مسمعى صوتُ أغنيةٍ عبر الأثير..كان لحناً آسراً ومؤثرا..بنلف نلف نلف..والسنين بتلف...بنودع ربيع ونستقبل ربيع يخضر الشجر..تتنسى الدموع ..ويحلو السهر...ونصبح ذكريات ..مجرد ذكريات ..مجرد غنوه حلوه من ضمن الأغنيات..بحثتُ عن الأغنيه عبر الانترنت...وبدأتُ أستعيدها كلما انتهت..ولم أدرِ لماذا اتجهتُ إلى الشُرفه..رغم برودة الجو..وأنا أُدندن الأغنيه وأستعيدُها من جديد.. وكيفَ استسلمتُ لشيطان اللحظه..وبدأتُ أُقلِبُ فى سجلِ الذكريات..وألبومِ الصور..والرسائلِ والهدايا...الوقتُ يمرُ وأنا أتَرَددُ ما بينَ الغُرفةِ والشُرفه...وكأننى كلما استعدتُ بعضاً من ذكرياتى خرجتُ أُراجِعُها...الريحُ تئن..والروحُ تحن..والأغنيه تنتهى لتبدأَ من جديد...فى محاولةٍ لاستعادةِ كل ما لدىَ من الذكريات..قبل أن يمرَ الليلُ...ولكن هيهات..فالسجلُ الحافلُ يأبى انقضاءاً ولا أكادُ أفرغُ من صفحةٍ إلا لتبدأَ أُخرى...والليلُ يهددُ بالرحيل.. والغصونُ مع النسيمِ تميل...وأنا أدورُ والحنينُ فى الضلوعِ يثور...والسنين بتلف ونحب نحب ..عطشانين للحب..والشوق بإيده يدفى القلب...حبيبى أمطار الشتا..بتطفى كل دا...والقلب الحزين بين ليله ويوم...يدوب من الأنين...حبيبى ضحكتنا بُكى...قسمتنا كده ..تهدينا السنين ..أيام الهموم..ونموت عطشانين...ونصبح ذكريات...مجرد ذكريات....مجرد ذكريات....
No comments:
Post a Comment