فى يومٍ من أيام الخريف الرائعه ..خرجنا سوياً نقطع الدرب َ إلى حيثُ لا ندرى غير أننا كنا نعلم تمام العلم ان هذا اللقاء قد يكون الأخير...لأنها لابد ان تسافرلأسرتها المقيمه بإحدى الدول العربيه الشقيقه...وظل كلٌ منا صامتاً يستنطق ُ الا~خر...كنتُ دائم التأكيد عليها بأن ما بيننا صداقه ولابدَ أن تظل كما هى دون أن تتغير...صداقه فقط...إلا أننى لم أكن أقوى على إيقاف تدفقِ عواطفها نحوى كانت الشمس تميل نحو الغروب و الصمت يفرض نفسه وأنا أتذكرُ ليله من ليالى الربيع ونحن نقطع الدربَ جيئةً وذهابا...وهى تدندن (ماقدرش أنساك) فأتظاهر بعدم الإكتراث...وهاتفى يرن,,,هاتفى يرن...الله أعلم اإن كنت باحلم ..يا حبيبى ولا دى الحقيقه وفاضل دقيقه وخلاص هاتمشي وتنسانى ...وهى صامته ...غير أنى أعلم أن تحتَ هذا الصمت بركانٌ من الأسي..كانت هادئه ..متزنه ..مثقفه لدرجه تبعدُ الأغبياء عنها...وهاتفى يرن..فأتذكرليله من ليالى الشتاء ونحن فى طريق العوده إلى بيتها إذ وقفت قائله...لقد تذكرتك بالأمس...فأنظر إليها مستوضحاً...فتستطردُ قائله...لقد تذكرتكَ وأنا أستمع إلى أغنيه لعبد الوهاب تقول...ساعة ما بشوفك جنبى ماقدرش أدارى وأخبى... أبكى من فرحة قلبى وانسي العذاب...إلى أن وصلت إلى المقطع الذى يقول فيه...تهجرنى أحبك ...تنسانى أحبك...تظلمنى برضه بحبك..أحبك..أحبك...فقاطعتها قائلاً ...لقد تذكرت إنها أغنية ...ساعة ما بشوفك جنبى...وهى من كلمات...ونسيت وقتها إن كنت قد قلت ..حسين السيد ..أم مأمون الشناوى...فى محاوله للخروج من الموقف...كنت أحاول أن أًذكرها بأن ما بيننا لا يصلحُ إلا أن يكون صداقه...وهاتفى يرن وأنا أتذكر..فتصرخ فى وجهى...إما أن ترد...وإما أن تغلق هاتفك...إن كنت قد أتيت لوداعى كما تدعى...فأتكلفُ الهدوء فى ابتسامةٍ صامته وأغلقُ الهاتف...ونحن على نفس الحالِ من الصمت ...وأنا أحاولُ االابتسام وأعود لأُدندن...الله أعلم...وهنا تحول كل ما لديها من صمتٍ إلى ثوره واكتسي وجهها الجميل بالغضب فبدا كقطعةٍ من الجمر...وهى تقول فى عتابٍ ممزوجٍ بالأسي...لماذا ظهرت فى طريقى...لماذا قلبت حياتى...وكانت مقلوبه فعدلتها ...وجعلتنى أشعر بأننى إنسانه لها كيان ووجود...لما لم تتركنى أعيش كماً مهملاً فى الحياه...كنت أحاول أن أهديْ ثورتها...وهى توارى وجهها لتمسح دموعها خلسه...غير أن ما خطته يدُ القدر لم تكن لترجع عنه لمجرد دمعةٍ سالت من عينيها الجميلتين...ولا أن تغير من الحقيقةٍ شيئاً وبأننا لن نعود إلى الابد
No comments:
Post a Comment