التسامح قيمه إنسانيه تدعوا اليها الاديان وتقرها الاعراف والعادات...وهى سمه من أهم سمات الثوره المصريه الرائعه التى كسبت احترام العالم..ولكن هناك فرقٌ كبير بين التسامح ...والتهاون...فالتهاون يؤدى إلى ضياع الحق وذهابه إلى غير اهله...ولا يملك التسامح المطلق والعفو المطلق إلا الخالق سبحانه وتعالى...ونحن لسنا بالهه ولا مجال للتسامح مع أفراد يضمرون لك السوء ويسعون لإلحاق الأضرار بك...فمثل هؤلاء الاشرار لن يدفعهم صفحك إلا تماديا فى الكيد والمكر السيء ومحاولة اشعال الفتنه..لذا كان من السذاجه أن تخرج الاصوات الداعيه إلى العفو عن من سفكوا دم الشعب الأعذل واستباحوا حرمته..وسلبوا حقه وسرقوا أمواله...فمثل تلك الدعوه إنما تمثل دعوةً للتهاون والتفريط فى حق الشعب بل وفى حق مصر التى اُهينت وتعرضت لأفظع محاولات التشويه والإهانه بالتبعيه وبيع الموقف والتسكع على موائد الدول بحثاً عن لقمة العيش أو حفنه من الدولارات...فمن يرضى ان يفرط فى حقه فلا يدعو للتفريط فى حق مصرو شعبها...ولابد من القصاص ومحاكمة الجناه قبل ان نكتوى بنار هؤلاء ...فالذئاب الجائعه لن تقبل أى يدٍ تمتد لها ولكنها ستعضها فمثل هؤلاء لا يعرفون غير قانون الغابه التى يأكل القوى فيها الضعيف ولا بقاء فيها إلا للأقوى حسب زعمهم ولن يدركوا ابداً ولن يقدروا فى يومٍ من الايام معنى العفو عند المقدره ...لأنهم ليسوا كما قال المتنبى...ما قتل الأحرارُ كالعفو عنهمو...وإنما ينطبق علهم قوله.....وإن أنت أكرمت َ الكريمَ ملكتهُ ...وإن أنت اكرمتَ اللئيمَ تمردا...فالعفو عن هؤلاء اللئام َ ِ لن يزيدهم إلا تمرداً وإنكاراً للجميل ولا بد للاخذ على ايديهم وعقابهم بما يستحقون ...
No comments:
Post a Comment