أو بَعْــدَ أن قلْـتُ استراحتْ مُهْجتى وتَجمدَّ النبضُ الـذىَ صَهر الحـديدْ
وخبا لهـيبُ الشــوق بيـنَ جوانحى وكأننى أصبحْتُ نهــراً من جلـيدْ
وشعـرتُ أنَّى قـد أفقتُ لحاضـرى وطويتُ طوعاً صفْحةَ الماضى البعيدْ
*****
وبقـيتُ أرْكـضُ فـى الحـياةِ كأننى زبـدٌ يُحــرَّكهُ العُبابُ كما يُريـدْ
ورضــيتُ أن أحْـيا بـدونِ هـويَّةٍ ووأدتُ حبى منْـذُ عـامٍ أو يـزيـدْ
وبـدأت أعـتادُ الحيــاةَ كمـا أنـا لكــنَّ قلْبى عادَ ينبضُ من جـديدْ
*****
ولأن قلْبى ذابَ خفقـاً فـى الضـلوعْ وانسابَ منىَّ فى بحـارٍ مـن دموعْ
وبـرغْم أنَّ المـوْجَ أغْـرق زورقى فأضلَّنى وتكسـرت منَّى القلــوعْ
وبـرغْم أنَّ القلْبَ قـد عـزمَ النـوى لكنَّه قـد عـادَ يَحلُمُ بالـرجـوعْ
*****
ولأن عمـرى بـاتَ يُوشكُ أن يَضيعْ ولأنَّ قلْبى قـد تجمَّـد فى الصقيع
ولأن حُــزنى قـد تمـلَّكَ خـافقـى فَذَوتْ غصونُ الحبَّ وَارْتَحلَ الربيعْ
أَخفـى فـؤادى ما اعتراهُ مـن الأسى والـدَّمــعُ عمَّا خلْفَ كتْمانى يُذيعْ
*****
يـا أيـها القلـْبُ الـذى عــذَّبتنى قـدْ كُنْتُ أعـْرفُ أن بُعدى لن يُفيدْ
فكـفاك مـن هـذا العـنادِ ودُلَّنــى مــاذا جنينا أيـها القلْـبُ العـنيدْ
ها أنْت فى الأهــوالِ قــدْ أوقعتنى وَرمَــيتَ بى فيما أردتَ ولا أُريدْ
No comments:
Post a Comment